في وقتنا الحالي، بات اهتمام المؤسسات بالمشاركة الاجتماعية أمراً لا بد منه. وبالرغم من أن العديد من الشركات لا تُفضل مواكبة الاتجاهات التي تظهر في عالم الأعمال، إلا أن هذا الاتجاه هام جداً ولا يجب على الشركات اهماله، خاصةً في وقتنا الحالي؛ فقبل 15 عاماً لم تكن سوى القليل من الشركات تُصدر تقارير الاستدامة، أما اليوم، فقد وقعت أكثر من 9,000 شركة على تعهدات الاتفاق العالمي للأمم المتحدة للتعاون مع المجتمع بشكل أكبر، وتطبيق ممارسات المسؤولية في أعمالهم، ومن تلك الشركات المئات من الشرق الأوسط.
ومن أبرز الفوائد التي تعود بها المشاركة الاجتماعية على الشركات التي تطبقها هي نشر روح ايجابية التي تنتُج من المشاركة في التطوير بشكل ايجابي مما يعود بالفائدة على المجتمع، إلى جانب مساعدة الشركات على خفض التكاليف، والقدرة على تسويق الشركة بشكل أكثر فعالية. ولمساعدة شركتك على التأثير بشكل ايجابي على المجتمع، يقدّم لك
1. تكلفة وميزات المشاركة المجتمعية للشركات. ما إن تدرك الشركات الفوائد التي ستعود عليها نتيجة المشاركة المجتمعية والأنشطة التي ترافقها، ستدرك أهمية البدء في تطبيق البرامج الخاصة بذلك بشكل فوري. فعلى سبيل المثال، في حال كانت شركتك تدعم برامج الاستدامة البيئية، فهذه ستعود بالفائدة على شركتك وعلى البيئة وتؤدي إلى توفير آلاف الدولارات على المدى الطويل؛ فمن خلال تقليل استهلاك الطاقة، وهدر المياه، ومواد التعبئة والتغليف، وأي عادات استهلاكية أُخرى تضُر بالبيئة، تعمل كذلك على خفض التكاليف التي تستثمرها في شركتك. وفي حال لم تجد طريقة للحد من سلوك شركتك الاستهلاكي، عليك البحث عن جهة استشارية لمساعدتك على حصر خياراتك وكيف يمكنك العمل لخدمة البيئة وبالتالي توفير المصاريف.
2. تعزيز اسم شركتك. مشاركة شركتك اجتماعياً لا تعني فقط المساهمة في تحسين البيئة والاستدامة البيئية، بل تشمل أيضاً تطبيق المشاريع التي تساهم في التأثير بشكل ايجابي وفعال على مجتمعك المحلّي؛ حيث يمكنك المساهمة في دعم هذه المشاريع، إلى جانب رفع مستوى الوعي حول شركتك في المجتمع، وتحسين ثقافتها، وأداء الأعمال الجيدة لتساهم في زيادة تفاعل الأشخاص في مجتمعك المحلّي معها.
وفي حال قررت التوجه لهذا المجال، احرص على البحث عن الشركاء المناسبين لجعل مبادرة المشاركة المجتمعية الخاصة بك ذات فعالية كبيرة. ومن الشركاء الذين يمكنك الاستعانة بهم هي الشركات التي تتوافق أهدافها واهتماماتها مع تلك الخاصة بشركتك، مما سيضمن لشركتك تحقيق الرؤى التي تطمح إليها، وتتيح لها التواجد في الأماكن الصحيحة. فعلى سبيل المثال، يسعى بيت.كوم لمساعدة الباحثين عن عمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على بناء نمط الحياة المفضل لهم من خلال مساعدتهم في العثور على الوظائف. وقد عقد بيت.كوم مؤخراً اتفاقية شراكة مع مبادرة مليون مبرمج عربي، والتي تسعى لتوفير الأدوات والمهارات التي يحتاجها الشباب العرب للعثور على الوظائف التي يرغبون بها. ونرى في هذا المثال كيف يعمل بيت.كوم ومبادرة المليون مبرمج على مساعدة الشباب في العثور على وظائف في الشرق الأوسط، وبذلك اكتساب مكانة بارزة في الأوساط المتبادلة، مما أدى إلى تطوير علاقات مفيدة لكلا الطرفين.
3. الابتكار والإبداع. عندما تلتزم بممارسات الأعمال المستدامة والمسؤولة، يمكنك الحصول على الأمور التي ترغب بها بكل سهولة. وأحياناً، قد لا تستطيع تقديم المنتجات والخدمات الجديدة دون طرحها بشكل مُبتكر ومبدع. فإذا ما فكّرنا بالأمر، جميع المنتجات والخدمات المُبتكرة والمبدعة، مثل السيارات الكهربائية، والسيارات الهجينة، وألواح الطاقة الشمسية، التي تُدر أرباحاً بملايين الدولارات بدأت كفكرة تسعى لأن تكون أكثر استمرارية في استهلاكها. وفي حال قررت شركتك الالتزام بالمشاركة المجتمعية وفور إدراكك للإمكانيات، فالاحتمالات تُصبح غير متناهية.
4. تسويق شركتك. تسويق الشركات والقيم (عندما يتم تطبيقها، وليس فقط التفكير بها) هي عامل مهم أصبح يلعب دوراً هاماً في جذب الكفاءات في الوقت الحالي؛ فاليوم، تلتفت الكفاءات للشركات التي تركز على مشاريع الاستدامة، والمشاريع المسؤولة، والتي تهتم بالعمل الخيري. ووفق استبيان بيت.كوم بعنوان "جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، فإن واحداً من كل أربعة من جيل الألفية يعتبر القيم الأخلاقية والمسؤولة الاجتماعية التي تتحملها الشركات عاملاً هاماً لمستوى الولاء.
في حال كانت شركتك لا تبدي اهتماماً يُذكَر للأرض، والبيئة، والمجتمع، والأفراد، فما الذي قد يدفع المرشحين إلى الاعتقاد بأنهم سيحظون باهتمام من شركتك؟ فإلى جانب الميزات التي تُضفيها المشاركة المجتمعية من خفض التكاليف، وتسويق شركتك، فإن جذب المرشحين إلى شركتك هو من أهم الأمور التي لا يجب عليك تجاهلها.
لا يُعد أمر المشاركة المجتمعية أمر اختياري للشركات، بل هو أمر هام جداً. وفي حال لم تُفكر في الموضوع مسبقاً، فبإمكانك البدء الآن وجعل هذه السنة مميزة من ناحية مشاركتك المجتمعية.