تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منطقة كبيرة تمتلك مناظر طبيعية خلّابة وأساليب حياة متنوّعة. وفي حين أن هناك أوجه تشابه كثيرة بين بلدان المنطقة وثقافاتها وتقاليدها، يوجد أيضا العديد من الاختلافات بينها. فما هي أفضل المدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وما هي العوامل التي تجعلها الأفضل للعيش والعمل؟
يجيب استبيان بيت.كوم حول "أفضل المدن في الشرق الأوسط وشمال افريقيا 2017" عن هذه الأسئلة وغيرها، وذلك عبر تحليل الجوانب المتعلقة بكل مدينة في المنطقة وترتيبها بحسب تقييم سكانها للعوامل المختلفة فيها من بينها الأمن والاستقرار وحقوق العمل والعوامل الاقتصادية وغيرها.
الاقتصاد
تتكوّن العوامل الاقتصادية التي شملها الاستبيان من ستة عناصر رئيسية ترتبط بحياة أي فرد في المدينة. في الواقع، تلعب العوامل الاقتصادية دور حاسم في تشكيل نوعية الحياة العامة في مدينة معينة. لذلك، كي نتمكن من تحديد أفضل المدن للعيش في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يجب علينا تقييم الجوانب الاقتصادية فيها. وتشمل هذه العناصر الستة: تنافسية الرواتب؛ والمزايا للوالدين العاملين؛ والأسعار المعقولة للسكن، والأسعار المعقولة للاحتياجات اليومية مثل الغذاء والماء والوقود؛ وفرص النمو الوظيفي.
ويمكن أن تؤثر كل من هذه العناصر إيجاباً أو سلباً على سعادة السكان في العيش والعمل في بلد اقامتهم، وبعض هذه العناصر أهم من غيرها. فمثلاً، يعتقد حوالي 8 من كل 10 مجيبين أن توافر الوظائف هو أهم جانب اقتصادي عندما يتعلق الأمر باختيار مدينة للعيش فيها، ويلي ذلك توافر فرص النمو الوظيفي (74٪) والأسعار المعقولة للسكن (73٪).
وبرزت المدن التالية كأفضل المدن من ناحية العوامل الاقتصادية: مسقط، وأبو ظبي، والدوحة، ودبي، والمنامة، والشارقة، والرياض، والمنطقة الشرقية، ومدينة الكويت، وجدة.
حقوق العمل
حقوق العمل هو عامل آخر يؤثر على طريقة نظر الأفراد إلى مدينة ما. وهذا العامل لا يؤثر فقط على مستوى معيشة السكان العاملين، ولكنها تؤثر أيضاً على السكان غير العاملين. فمثلاً، إن عدم وجود حقوق إنهاء العقد سيؤثر على كل من الموظف والأشخاص العاطلين عن العمل الذين يعيلهم الموظف.
وتشمل أكثر حقوق العمل أهمية لسكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حقوق نهاية الخدمة، وحقوق إنهاء العقد، وبدلات الإجازات، وبدلات الأبوة، ونظام حماية الأجور، والتأمين الصحي، والضمان الاجتماعي، ووضع السياسات الاستباقية. ومن بين هذه الحقوق، برز التأمين الصحي والضمان الاجتماعي كحقوق العمل الأكثر أهمية بالنسبة لـ 82٪ من المجيبين، إلى جانب مزايا نهاية الخدمة (74٪) ونظام حماية الأجور (72٪).
وبرزت المدن التالية كأفضل المدن من ناحية حقوق العمل: أبو ظبي، والدوحة، ودبي، ومسقط، والرياض، ومدينة الكويت، والمنطقة الشرقية، وجدة، وعمّان، وتونس.
البيئة
ليس من المفاجئ أن تؤثر العوامل البيئية بشكل كبير على نظرة الأفراد تجاه مدينتهم، وترتبط هذه العوامل بشكل رئيسي بالراحة والنظافة ونوعية الحياة العامة.
وتشمل العوامل البيئية الشوارع والطرق النظيفة، والمناخ الجيد، والهواء النقي مع قلة التلوث، والمياه النظيفة، وجمال الهندسة المعمارية والمباني، وأزمة سير قليلة. وقد برزت المياه النظيفة (84٪)، والهواء النقي (74٪) والشوارع النظيفة (70٪) كأهم العوامل البيئية.
وبحسب تقييم المجيبين، برزت المدن التالية كأفضل المدن من ناحية العوامل البيئية: أبو ظبي، ومسقط، ودبي، والدوحة، ومراكش، والمنامة، والشارقة، والرياض، والمنطقة الشرقية، ومدينة الكويت.
مستوى المعيشة
تتألف مستوى المعيشة من عدة عوامل مختلفة، أولها توافر الحدائق والمتنزهات، فهي بلا شك عنصر هام لزيادة جاذبية المدينة، فلا شيء يضاهي قضاء عطلة نهاية الأسبوع في التنزه مع أطفالك في احدى الحدائق.
وتشمل العوامل الأخرى: توافر مرافق الرعاية الصحية مثل المستشفيات والأطباء المؤهلين؛ وجودة هذه المرافق؛ وتوافر المياه والكهرباء والصرف الصحي؛ ووسائل النقل العام التي يمكن الوصول إليها بسهولة، وجودة هذه الوسائل؛ وتوافر مجموعة واسعة من وسائل الترفيه مثل المطاعم ودور السينما، والأنشطة الاجتماعية، وغيرها؛ وتوافر المؤسسات التعليمية مثل المدارس والكليات والجامعات. وبالإضافة إلى ذلك، تؤثر نوعية التعليم، وملاءمة المدينة للأطفال والشعور بالاستقرار والأمن على مستوى المعيشة أيضاً.
ومن بين هذه العوامل، يعتبر الشعور بالاستقرار والأمن الأكثر أهمية مع اعتقاد أكثر من 8 من كل 10 مجيبين بأنه "مهم للغاية". هذا بالإضافة إلى جودة التعليم (82٪)، وتوافر مرافق الرعاية الصحية (81٪)، وجودة هذه المرافق (81٪) التي برزت كأهم عوامل مستوى المعيشة.
وقد برزت المدن التالية كأفضل المدن من ناحية عوامل المستوى المعيشة: دبي، وأبو ظبي، والدوحة، والشارقة، ومسقط، والمنامة، ومدينة الكويت، والرياض، ومراكش، وجدة.
العوامل الاجتماعية والثقافية
تشمل العوامل الاجتماعية والثقافية، العوامل التي تتعلق بالثقافات والمدن والمجتمعات والأفكار والمشاعر والسلوكيات الخاصة بالأشخاص المقيمين في منطقة معينة. ويمكن لهذه العوامل التأثير إيجاباً أو سلباً على سعادة السكان.  
وشملت العوامل الاجتماعية والثقافية التي تم تقييمها في هذا الاستبيان المعاملة العادلة والمتساوية لجميع الجنسيات؛ والبيئة السياسية المستقرة؛ والمساواة بين الجنسين؛ وانخفاض معدلات الجريمة؛ وتطبيق القانون بفعالية؛ وحرية التعبير وتقبّل الثقافات والأفكار المختلفة.في الواقع، تعد هذه العوامل في غاية الأهمية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يفكرون في الانتقال إلى مدينة أخرى للعمل، إذ سيكون من الصعب الانتقال إلى مدينة جديدة تمتلك ثقافة وتقاليد لا تتناسب مع أخلاق الفرد ومعتقداته. فلا شيء يعيق الفرد من الاستقرار في بيئة جديدة مثل الصدمة الثقافية. وبرز معدل الجريمة المنخفض (81٪) وتطبيق القانون بفعالية (78٪) كالعوامل الاجتماعية والثقافية الأكثر أهمية. كما كانت المعاملة العادلة لجميع الجنسيات مهمة أيضاً بالنسبة للمجيبين، مع إشارة أكثر من 7 من كل 10 مجيبين إلى أنها "بالغة الأهمية".
وقد برزت المدن التالية كأفضل المدن من ناحية العوامل الاجتماعية والثقافية: دبي، وأبو ظبي، ومسقط، والشارقة، والمنامة، والدوحة، ومراكش، وتونس، والرياض، وجدة.
الرياضة والفنون والثقافة والترفيه
تؤثر العوامل الرياضية والفنية والثقافية والترفيهية أيضاً على نوعية الحياة العامة في المدينة. فامتلاك المدينة لتراث شعبي وآثار قديمة يزيد من جاذبيتها. وتشمل العناصر الأخرى المهمة توافر المناطق والمناظر الطبيعية، وتوافر الأنشطة الخارجية والرياضية، وتوافر الأنشطة الصديقة للأسرة، وتوافر خيارات الاسترخاء، وتوافر العروض الثقافية والفنية مثل الموسيقى والمسرح والأدب وما إلى ذلك.
ويرى أكثر من نصف المجيبين أن توافر المناطق والمناظر الطبيعية وتوافر الأنشطة المناسبة للأسرة أمر في غاية الأهمية.
وقد برزت المدن التالية كأفضل المدن من هذه الناحية: دبي، وأبو ظبي، ومسقط، والشارقة، ومراكش، والدوحة، والمنامة، وبيروت، وتونس، والإسكندرية.
ريادة الأعمال
أشار أكثر من 6 من كل 10 أشخاص في الشرق الأوسط إلى تفضيلهم العمل لحسابهم الخاص، فما هي المدن التي برزت كأفضل المدن من ناحية دعم روّاد الأعمال؟
تتألف عوامل ريادة الأعمال من سبعة عناصر مختلفة لها تأثير على ازدهار المدينة. فإلى جانب سهولة إنشاء الأعمال التجارية، تشمل العوامل الأخرى: القدرة على تحمل الضرائب، والافتقار إلى البيروقراطية في الإجراءات والأوراق، وسهولة العثور على التمويل لإنشاء الأعمال التجارية، واستعداد السوق لتقبّل أفكار وابتكارات جديدة، وتشبع السوق (زيادة عدد الكفاءات أو الشركات أو كليهما)، والقدرة على إيجاد الكفاءات المحلية وتوظيفها. وبرز القدرة على تحمل الضرائب والرسوم (62٪) واستعداد السوق لتقبّل أفكار وابتكارات جديدة (59٪) كأهم العناصر في هذه الناحية.